سألت ليو تشينغ روي : إذن ماذا حدث قبل خمسة مئة ألف سنة ؟

من فاز ؟

شين ووهونغ أو الشيطان ؟

أجاب يوي تشي : لا أحد ، شين ووهونغ لم يكن عابرًا من الأساس .

بل هو شبه عابر ، الشخص الذي تمكن من أن يصبح حاكمًا على عالمه .

هناك فرق بين العابر و الحاكم .

العابر هو الشخص المفضل من العالم ، كل المواهب و الإمكانيات له أما طريقة عيشه فهو من سيحددها .

أما الحاكم فهو مجرد شخص موهوب زرع و تدرب إلى أن وصل إلى هذا المستوى .

العابر لا يلغي وجود الحاكم ، لكن الحاكم يلغي وجود العابر في العالم .

سألت ليو تشينغ روي : ماذا يعني هذا ؟

أجاب يوي تشي : عندما يكون هناك حاكم ، لا يكون هناك عابر و هذا ما حدث قبل خمسة مئة ألف سنة .

و لهذا السبب أيضًا لم يهزم الشيطان لأن الشخص الوحيد الذي يستطيع قتله هو العابر .

كل ما فعله ذلك الشقي شين ووهونغ هو ختم الشيطان ، و لهذا عاد الأن .

إستوعبت ليو تشينغ روي كل ما قاله لها يوي تشي ، و على الرغم من أنها ما زالت تمتلك أسئلة أخرى إلا أنها لم تستطع طرحها ببساطة مع وجود شياو تيانياو .

على سيرة وجود شياو تيانياو هنا ، سألت : لماذا طردت سو يو و تركت شياو تيانياو ؟

أجاب يوي تشي : هو حارسك ، سيعرف عن هذا الأمر عاجلًا أم آجلًا .

نظر يوي تشي إلى ليو تشينغ روي التي بدت محتارة ، سأل : أنت لا تعرفين ما يعنيه الحراس ، أليس كذلك ؟

لم ينتظر يوي تشي ليو تشينغ روي للإجابة عن هذا السؤال حيث قال : لقد إختارك هذا العالم لتكوني العابر ، و بطبيعة الحال سيختار حراسًا لحماية العابر حتى النهاية .

شياو تيانياو حارسك ، و مهما كان طريقك سيكمله معك حتى النهاية .

لذا من الأفضل أن يعرف عن هذا الأمر الأن و ليس لاحقًا رغم أنه دائمًا ما تأخر .

سأل شياو تيانياو بتعبير رتيب محاولًا إخفاء ضياعه : كيف أكون حارسها ؟

كيف عرفت هذا من الأساس ؟

أجاب يوي تشي : لأن الشخص الذي يمتلك موهبة النماء و يختلط مع العابر دائمًا ما يكون أحد الحراس .

حتى قبل خمسة مئة ألف سنة ، كان لشين ووهونغ حارس بنفس الموهبة .

أليس كذلك أيها العابر ؟

أجابت ليو تشينغ روي : نعم هذا صحيح .

فحسب ما رأته في التزامن كان هناك أحد الحراس الذين إمتلكوا هذه الموهبة .

و نفس هذا الحارس مات في الغرب محاولًا منع إنتشار الهالة الشيطانية .

بعد ذلك سألت ليو تشينغ روي : هناك حراس آخرين ، أليس كذلك ؟

أجاب يوي تشي : نعم تبقى ستة حراس آخرين .

سألت ليو تشينغ روي : كيف أجدهم ؟

أجاب يوي تشي : هذا بسيط ، إستعملي طاقة العالم و ستجدينهم .

سألت ليو تشينغ روي : ما هي طاقة العالم ؟

قال يوي تشي مع إبتسامة : سينتهي أمر هذا العالم إذا بقيتي على هذه الحال .

أنت لا تعرفين حقًا أي شيء عن هذه الأمور !

قالت ليو تشينغ روي ساخرة : و كيف تريد مني أن أعرف مثلًا ؟

سأل يوي تشي : ألم يترك شين ووهونغ مذكراته لك ؟

أجابت ليو تشينغ روي : لقد فعل ، لكنني لم أرى كل شيء حتى الأن .

قال يوي تشي : أنا أرى .

بعد ذلك قال : هل أتيت من أجل جوهرة الروح ؟

أومأت ليو تشينغ روي برأسها بالإيجاب ، و من ثم سألت : هل هي معك ؟

أجاب يوي تشي : نعم ، لكن أقترح عليك أن لا تأخذيها الأن .

سألت ليو تشينغ روي : لماذا ؟

أجاب يوي تشي : لأنه في هذه المرحلة ستأخر نموك على الرغم من أن هذا لم يكن مقصودًا .

ستزداد قوتك ، لكن ماذا عن قدراتك الفطرية كعابر ؟

ستصبحين أقوى ، لكنك لن تحتاجي إلى هذا النوع من القوة في المعركة النهائية .

لأن قدراتك و مدى تآلفك مع العالم هي التي ستحدد النهاية .

تصبيحن قديسة أو يفوز الشيطان .

سألت ليو تشينغ روي : و كيف أتحكم بقدراتي تلك ؟

كيف أتآلف مع هذا العالم ؟

نظر يوي تشي إلى ليو تشينغ روي لبعض الوقت لكن بدل من أن يرى شكلها رأى هالة داكنة حولها و من ثم قال : يمكنك تعلم التحكم بقدراتك لأن هذا متعلق بالتدريب فقط .

لكن لا أحد يستطيع أن يعلمك كيف تتآلفين مع عالمك ، و بحالتك تلك أظن أن هناك إحتمال كبير أن تصبحي أنت الشيطان نفسه ناهيك عن قديسة .

قد لا تشعرين بهذا ، لكنني أستطيع أن أرى أن روحك تتآكل من الداخل .

أنت لا تحبين نفسك ، لا تحبين عائلتك ، لا تحبين الناس من حولك و بالطبع لا تحبين هذا العالم .

أنت لا تستطيعين أن تتآلفي مع هذا العالم إن لم تحبيه .

و إن لم تحبيه لن تستطيعي حمايته .

كانت ليو تشينغ روي غارقة في أفكارها عندما سمعت هذه الكلمات ، قالت في نفسها ' أحب هذا العالم ؟

كيف أفعل هذا و هو ليس بعالمي ؟

منذ أن جئت إلى هنا و أنا أعاني من أجله ، و ماذا ربحت من هذا .

ألم ، ألم و لا شيء غيره .

لم أشعر يومًا بالسعادة أو هناء ناهيك عن الحب .

أنا أتحمل كل هذا البؤس فقط لأعود إلى عالمي '

قال يوي تشي : إبقي هنا لمدة ستة أشهر ، و سأعلمك كيف تتحكمين بقدراتك .

أجابت ليو تشينغ روي من دون تفكير : أنا أقبل .

بالطبع ستفعل ، فلا وجود لشخص واحد في العالم المقفر يستطيع تعليمها عن قدراتها .

كما أن ليو تشينغ روي تدرك أنها تعرف القليل فقط عن العالم ، العابرين ، المعركة النهائية و أفضل طريقة لمعرفة كل هذا هي يوي تشي .

العابر من العالم الأخر !

نظر شياو تيانياو بصمت إلى ليو تشينغ روي ، لأنه حتى الأن ما يزال يفكر في ما قاله يوي تشي حتى الأن .

قال في نفسه ' سيأتي وقت سيباد فيه كل شيء كما حدث قبل خمسة مئة ألف سنة .

و ليو تشينغ روي من عليها إيقاف هذا ! '

عندما فكر شياو تيانياو في ما سيحدث في المستقبل ، شعر أن كل ما حدث حتى الأن كان تافهًا .

فما هي فائدة القضاء على العائلة الإمبراطورية إن كانت ستحل كارثة أكبر منها .

نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي بعمق ، لكن لم يظهر شيء على عيونه السوداء الصوفية .

قال : إعتمدي علي ، لا تقاتلي وحدك مهما كان الأمر صعبًا أو تافهًا .

ظهرت إبتسامة على وجه ليو تشينغ روي ، لكن رغم هذا لم تكن من قلبها حقًا حيث ظلت عيونها باهتة ، قالت : و هل ظننت حقًا أنني سأقاتل وحدي من أجل هذا العالم ؟

الجميع سيشارك كان قويًا أو ضعيفًا ، لأن الذي لا يفعل لن ينتظره شيء عدا الموت !

سأقتله بنفسي ، لأنني لن أتألم لمجرد شخص من دون فائدة .

بدت ليو تشينغ روي مخيفة أثناء قولها لهذه الكلمات بهذا التعبير ، لكن من يمكنه لومها لأنها ليست قديسة و لا تريد أن تكون واحدة .

قال شياو تيانياو مبتسمًا : نعم ، معك كل الحق في هذا .

هذه ليست معركتك وحدك ، و لكنها معركة كل شخص يعيش على هذا العالم .

عند رؤية شياو تيانياو و ليو تشينغ روي يتبادلان الحديث ضحك يوي تشي فجأة و من ثم قال : لقد ذكرتماني بشيء نسيته منذ وقت طويل .

فقد تذكر يوي تشي كيف كان في ذلك الوقت عندما كان لا يزال جميع أصدقائه و عائلته حوله .

لكنهم الأن ماتوا منذ وقت طويل للغاية و لم يتبقى إلا وحده يتجول هنا و هناك .

بعد ذلك نهض من مكانه و قال مخاطبًا شياو تيانياو : يمكنك البقاء هنا هذه الليلة و ستعود إلى صديقك الصاخب غدًا .

فمنذ أن أخرجته و هو يصرخ و يدمر المكان .

لم يهتم ليو تشينغ روي و شياو تيانياو بأفعال سو يو ، لأنهما توقعا بطريقة أو بأخرى أن ردة فعله ستكون هكذا .

.....

مثلما كان القصر على تصميم العصر الفكتوري ، كانت باقي غرفه و مرافقه كذلك .

غربت الشمس منذ وقت طويل للغاية ، و الأن كان ستار الليل الأسود اللامع يغطي السماء .

كان شياو تيانياو جالسًا في حديقة القصر التي كانت مليئة بزهور جميلة للغاية لم يرها من قبل .

في البداية وجد شياو تيانياو أن هذا المنظر جميل جدًا ، لكن بعد تذكره لكل ما قاله يوي تشي شعر بالضياع و الحيرة .

الضياع لأنه يعرف أن عالمه مقبل على كارثة و الحيرة لأنه يريد أن يعرف كيف تحملت ليو تشينغ روي معرفتها بالكارثة .

لأنه لو كان مكانها لكان إستهلكه هذا الأمر .

قال في نفسه ' لقد كان همي الوحيد هو القضاء على العائلة الإمبراطورية ، لكن بعد القضاء عليها ماذا سيحدث ؟ '

أجاب شياو تيانياو على سؤاله ' لن نستطيع القتال لأننا سنكون قد إستهلكنا كل قوتنا و موار... '

" في ماذا تفكر ؟ "

توقف سير أفكار شياو تيانياو عندما سمع صوت ليو تشينغ روي .

أجاب بغموض : أفكر في كل شيء .

بعد ذلك سألها : ماذا ستفعلين الأن ؟

جلست ليو تشينغ روي بجوار شياو تيانياو و من ثم قالت : لا أعرف .

قال شياو تيانياو : أنا أيضًا .

صمت الإثنان بعد هذا التفاعل القصير ، و فقط صوت صفير الرياح الذي سمع .

" هاه "

تنهدت ليو تشينغ روي بخفة و من ثم قالت : لقد عدت حقًا !

قال شياو تيانياو : لقد وعدتك بهذا لذا كان يجب أن أعود مهما كان .

بعد قول هذه الكلمات إستمر الصمت بين الإثنين ، و هذا كان لأن أيًا منهما لم يعرف كيف يبدأ هذا الحديث .

و بعد المزيد من الوقت حيث بقي الإثنان يراقبان سماء الليل ، كان شياو تيانياو هو أول من تحدث : هل أنت متعبة ؟

أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، قالت : نعم أنا متعبة .

متعبة من كل شيء !

سأل شيا تيانياو بتعبير هادئ : و هل الوحدة من بين الأشياء التي تتعبك ؟

أجابت ليو تشينغ روي : أظن ذلك .

بعد ذلك حولت ليو تشينغ روي نظرها عن السماء و نظرت إلى شياو تيانياو ، قالت : أنت لا تعرف كل شيء عني .

و بالطبع لن تعرف ماذا كنت أعاني .

قال شياو تيانياو : أنا أيضًا لم أقل لك أنني أتفهم مشاعرك .

لا أريد تفهمها بل أريد القضاء عليها .

القضاء على كل الألم في حياتك !

ظهرت إبتسامة على وجه ليو تشينغ روي عندما سمعت هذا الكلام ، و بسبب ضوء القمر و الورود المحيطة بدت مثل الجنية تمامًا .

بهر شياو تيانياو بجمالها لوهلة ، و من ثم قالت ليو تشينغ روي : لا أحد يستطيع القضاء على ألمي لأنه ليس من ظمن هذا العالم .

أنا لا أقصد الألم الجسدي أو المعنوي !

لأنني فقدت الشعور بهذا منذ وقت طويل .

لم أعد أخافه ، لكنني أكرهه فقط .

سأل شياو تيانياو بفضول : و ما هو هذا الألم ؟

أجابت ليو تشينغ روي :

ألم الفراق .

سأل شياو تيانياو بإهتمام : إلى من إشتقتي ؟

هل مازال على قيد الحياة ؟

أجابت ليو تشينغ روي : عائلتي .

لقد مر وقت طويل للغاية منذ أن رأيتهم ، لا أعرف حتى إن كانوا على قيد الحياة أم لا !

قال شياو تيانياو في نفسه ' عائلة ؟ ، ماذا تعني بذلك '

فهو منذ أن عرف ليو تشينغ روي كانت وحيدة ، كما أن شياو تيانياو يدرك أن ليو تشينغ روي لا تقصد عائلة الكونت و بالطبع ليس عائلتها في المنفى .

إذن من ؟

....

رأيكم في الفصل ؟

إستمتعوا 😊😊

2022/10/20 · 100 مشاهدة · 1876 كلمة
نادي الروايات - 2024